منذ إعلان انضمام الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، انطلق الحديث حول الثلاثي الناري ميسي – مبابي – نيمار، لكنّ التكهنات زادت بقوة حول إمكانية انتقال الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد الإسباني هذا الصيف.
هذه الصفقة، إن تمت، ستعيد للدوري الإسباني جزءاً كبيراً من الوهج الذي خسره مع رحيل ميسي، والتي سبقها أيضاً خسارة البرتغالي كريستيانو رونالدو لمصلحة الدوري الإيطالي ويوفنتوس.
فالليغا الإسبانية التي تصدرت المشاهد طيلة السنوات الماضية، لم تخسر فقط هذين العملاقين في عالم كرة القدم، بل ستفتقد ايضاً للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان والمدافع الإسباني سيرخيو راموس، لكن هل تنقلب الأمور رأساً على عقب بثانية واحدة بانتقال محتمل لمبابي إلى الـ”ميرينغي”؟ إذ عادت الصحف الإسبانية للحديث عن فرضية حدوث هذه الصفقة التي يُحكى عنها منذ سنوات وليس الآن فحسب. وعنونت صحيفة “أس” الإسبانية “مبابي، إنّه أمر ممكن”، وأشارت إلى أنّ انتقال ميسي “يمهد الطريق أمام ريال”.
وبحسب الصحيفة المتخصصة، لم تُجهّز إدارة الرئيس فلورينتينو بيريس العرض لسان جرمان، إذ يتجنّب الأخير تقديم عرض لا يليق بنادي العاصمة الفرنسية.
مبابي الذي انضم إلى سان جيرمان عام 2017، لم يجدّد عقده الذي ينتهي في يونيو المقبل، ذلك على خلاف زميله البرازيلي نيمار الذي مدّد عقده للبقاء في العاصمة الفرنسية حتى العام 2025.
يكشف كريستوف لوبوتي، وهو اقتصادي في مركز القانون والاقتصاد في الرياضة في ليموج لوكالة فرانس برس أنّ “خيارَين يبرزان في هذا الشأن: إما أن يكون هناك اتفاق لتمديد العقد، الأمر الذي يؤدي إلى شراء الوقت تمهيداً لانتقال مبابي لاحقاً وإدارة المفاوضات بوضع مريح أكثر. وإما أن يسمح بي أس جي برحيل اللاعب هذا الصيف للحصول على مبلغ مالي ضخم. أما الحلّ الأخير فهو أن ينتقل اللاعب الصيف المقبل بصفقة انتقال حرّ، كما حصل مع ميسي هذا الصيف، وهذه الخطوة من الناحية الاقتصادية، هي الأسوأ لسان جيرمان”.
وكان مبابي في حديث سابق لقناة “كانال+” قد أفاد في أواخر شهر مايو الماضي عندما اختير أفضل لاعب في الدوري الفرنسي أنه يطمح للعب ضمن مشروع ناجح، وقال “كل العالم يعرف أنني أملك رابطاً عميقاً تجاه هذا النادي. الآن، ما أريده، هو أن أفوز، وأن أشعر بأنني ضمن مشروع يطمح للفوز دائماً، وأن أكون ضمن تركيبة صلبة إلى جانبي. فالمشروع الرياضي ضروري جداً”.
لبّى سان جرمان طموح لاعبه المدلّل وتمكن من إبرام سلسلة صفقات كبيرة هذا الصيف فضمّ الهولندي جورجينيو فينالدوم، الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، المغربي أشرف حكيمي، الإسباني سيرخيو راموس وأخيراً ميسي. ورغم ذلك، يبقى تجديد عقد مبابي ضبابياً وغير محدّد بعد.
أما من ناحية إدارة النادي، فلقد كان موقفها واضحاً دائماً وهو أنّ “مبابي يجب أن يبقى في سان جيرمان، لا نريد بيعه ولن ينتقل أبداً بصفقة انتقال حرّ”، هذا ما أكدّه رئيس النادي، القطري ناصر الخليفي، لصحيفة “ليكيب” الرياضية في يونيو الماضي. وكان مدرب الفريق، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، قد واجه سؤال الصحافة عن هذا الموضوع بضحكة وكلمة واحدة هي “لا”.
ولتبديد هذه الشائعات المتزايدة، وضع النادي قميص مبابي رقم 7 إلى جانب قميص رقم 10 لنيمار بالإضافة إلى علم أرجنتيني خلال فيديو الإعلان عن وصول ميسي.
يشير رئيس مرصد كرة القدم في المركز الدولي للدراسات الرياضية ومقره في نوشاتيل لوكالة فرانس برس إلى أنّ مسألة السيولة المالية في النادي الفرنسي لن تكون أبداً عائقاً أمام تجديد عقد مبابي.
في المقابل، فإنّ الموضوع المالي يبقى محل سؤال مشروع في ريال مدريد. إذ تأثر النادي بشكل ملحوظ بسبب الأزمة الوبائية العالمية، خصوصاً أنّه في طور تطوير ملعبه في “سانتياغو برنابيو”، بالإضافة إلى كونه قد خسر هذا الصيف زيدان، راموس، والمدافع الفرنسي رافايل فاران المنتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وللتوافق مع الحدّ الأقصى للرواتب التي فرضها الدوري الإسباني (حوالي 473 مليون يورو في حالته)، يمتلك ريال نقاط قوة: لديه احتياطي نقدي قدره 120 مليون يورو، ويمكنه بيع لاعبين (مثل النرويجي مارتن أوديغارد أو الصربي لوكا يوفيتش) للاقتراب من الرقم المالي الذي يسمح له تلبية متطلبات سان جيرمان للتخلي عن مبابي. وكان الألماني توني كروس قد عزّز من فرضية انضمام مبابي في حديث للصحيفة الألمانية “بيلد” الأحد “يطمح ريال دائماً لضمّ أبرز النجوم، وبالتالي إنّ انضمام مبابي لن يكون مفاجئاً”. في ضوء ذلك، يحق لجمهور ريال مدريد أن يحلم لبعض الوقت بانتظار تطورات الأيام المقبلة.