سبورت 360 – لم ترتقي مباراة القمة بين أتلتيكو مدريد ضد مانشستر يونايتد عند مستوى التوقعات، على الأقل من جانب الشياطين الحمر الذي كان محظوظاً بخروجه بتعادل إيجابي بهدف لمثله من ملعب واندا ميتروبوليتانو.
مانشستر يونايتد قدّم مباراة سيئة على جميع الأصعدة، وبالأخص في الشوط الأول، بينما ظهر أتلتيكو مدريد بمستوى مختلف تماماً عن المستوى الذي يلعب به في الدوري الإسباني هذا الموسم، لكنه بالنهاية لم يستغل تفوقه فنياً وتكتيكياً، لتصبح حظوظ اليونايتد بالتأهل في لقاء العودة أكبر، لأن المباراة ستقام على ملعب أولد ترافورد.
وأهدر أتلتيكو مدريد أكثر من فرصة سانحة للتسجيل خلال المباراة، وكان له كرتين في القائم والعارضة، في حين أن مانشستر يونايتد نجح في تحويل الفرصة الوحيدة المتاحة إلى هدف بأقدام البديل أنتوني إلانجا. وفي هذا التقرير نستعرض لكم أبرز الملاحظات الفنية على هذه المباراة.
عجائب رانجنيك مع مانشستر يونايتد .. ليندلوف ظهير
تغيير أخل بتوازن مانشستر يونايتد بشكل كامل تماماً، ويتمثل بالاعتماد على فيكتور لينلدوف في مركز الظهير الأيمن. ورغم أن بيساكا ودالوت لم يقدما المستوى المطلوب بالأخص في الشق الدفاعي، لكنهما على الأقل لديهما مقومات وأساسيات الظهير.
رالف رانجنيك كان يريد تأمين الجانب الأيمن بالاعتماد على مدافع محور في مركز الظهير، لكنه تغافل عن نقطة مهمة جداً وهي أنه عندما يملك الكرة لن يجد اللاعب الذي يساند خط الوسط والمهاجمين، لذلك شعرنا أن مانشستر يونايتد يلعب منقوص عددياً طوال الشوط الأول، ودائماً ما كان يعاني حامل الكرة في إيجاد خيارات وزوايا للتمرير.
كذلك افتقد مانشستر يونايتد لعنصر الارتداد السريع لعدم وجود لاعب ينطلق على الجبهة اليمنى في ظل انعزال الثلاثي الهجومي. فما الفائدة من إغلاق الجبهة على المنافس طالما أنك ستسمح له بأن يستقر بمناطقك لعدم قدرتك على الخروج بالكرة من منتصف الملعب؟ وبالنهاية يجب عدم نسيان أن الكرة العرضية التي جاء منها هدف أتلتيكو مدريد تحولت من هذه الجبهة أيضاً. فحتى تأمين الجانب الدفاعي لم يأتي بثماره.
بول بوجبا لا يفهم دوره في مانشستر يونايتد
من السهل جداً الثناء على بول بوجبا عندما يلعب ضد فريق مخلخل ويجد الفرصة لاستعراض مهاراته بالمراوغة والتمرير، ليبدأ البعض بوصفه بأنه أفضل متوسط ميدان في العالم عندما يكون بمستواه، لكنه في الواقع بعيد جداً عن ذلك.
مشكلة بوجبا ليست متعلقة بالمزاجية كما يعتقد البعض، بل المشكلة متعلقة بقوة المنافس، فعندما يكون فريقه تحت الضغط يكون نقطة ضعف حقيقة، لأنه يقف كثيراً على الكرة ويبطئ رتم المباراة بسبب بحثه عن فرصة لخروج مثالي بالكرة.
بوجبا ربما مميز جداً على الصعيد الفني، لكنه فقير على الصعيد التكتيكي، كما أنه لا يتمتع يالذكاء الكافي الذي يجعله يتخذ القرار السليم، لذلك قد يكون أفضل من موريتش ودي بروين وكروس وفيراتي فنياً، لكنه لا يقدم الفائدة المطلوبة عندما يحتاجه الفريق، لأنه تنقصه العديد من الخصائص الاخرى التي يحتاجها لاعب خط الوسط المميز.
رانجنيك كان يراهن كثيراً على بوجبا لكي يتخلص من ضغط أتلتيكو مدريد في منتصف الملعب، لكن النجم الفرنسي فشل بشكل ذريع، وكان بطيئاً جداً بإخراج الكرة، كما لم نشعر بتحركه لطلب الكرة بالشكل الذي يفعله باقي اللاعبين المميزين في خط الوسط.
أتلتيكو مدريد الرائع .. دفاع عن منطقة الجزاء
لطالما أشدنا بأسلوب أتلتيكو مدريد الدفاعي في مثل هذا النوع من المواجهات، فرغم معاناته دفاعياً بشكل غريب منذ بداية الموسم، لكن سيميوني نجح اليوم في وضع منظومة قيّد خلالها مفاتيح مانشستر يونايتد.
أتلتيكو مدريد عاد مرة أخرى ليدافع عن منطقة الجزاء بدلاً من الدفاع عن المرمى، وهو الشيء الذي ميّزه لسنوات طويلة عن باقي الفرق الدفاعية حول العالم، فلم يستطيع مانشستر يونايتد وضع الكرة في منطقة الجزاء إلا في مرات معدودة على الأصابع.
سيميوني أدرك جيداً أنه يتوجب عليه تغيير الخطة والنمط إن كان يريد المنافسة في هذه المباراة، لذلك لجأ إلى اللعب بخمسة مدافعين، وهذا ليس بهدف تقليل المساحات في الخلف، وإنما لزيادة الكثافة العددية في وسط الملعب عن طريق الظهيرين الهجوميين، لأنه يعلم تماماً أن خط وسط مانشستر يونايتد ليس بالمستوى المطلوب. وبهذا استطاع السيطرة على المباراة بشكل كامل.
سيميوني راهن على الأجهز بدنياً
من القرارات المميزة لدييجو سيميوني أنه اعتمد على لاعبين يمتازون بالسرعة واللياقة البدنية في جميع المراكز، كما أنه راهن على اللاعب الأجهز بدنياً، ولم يكترث بتاتاً لنجومية اللاعبين الذين سيتركهم على دكة البدلاء.
رهان سيميوني كان في محله تماماً، لأن الأدوار التي قام بها كوريا وجواو فيليكس لن يستطيع جريزمان ولويس سواريز القيام بها بتاتاً، حتى لو كان النجمين الأوروجوياني والفرنسي أكثر خبرة وأعلى من حيث الحس التهديفي.
مشكلة سيميوني الأزلية مع أتلتيكو مدريد
كم من مباراة تقدم فيها أتلتيكو مدريد وتفوق فنياً وتكتيكاً ثم عاد للتراجع وسمح للمنافس بالتعديل؟ بالطبع تبادر إلى ذهنك مباريات عديدة ضد ريال مدريد وبرشلونة وغيرهم من المنافسين. وهذا ما فعله مرة أخرى ضد مانشستر يونايتد.
كما أشدنا بسيميوني على قراراته في التشكيلة وطريقة اللعب، يجب أن ننتقده على العقلية السلبية التي يلعب بها عندما يتقدم في المباريات الكبيرة. صحيح أن أتلتيكو مدريد كان سيء الحظ في بعض اللقطات وكان يمكنه حسم المباراة، لكن هذا لا يعفي المدرب الأرجنتيني من المسؤولية.
في الواقع تبديلات رانجنيك جعلت اليونايتد يظهر بشكل أفضل في الشوط الثاني نسبياً، لكن يجب النظر أيضاً إلى أن أتلتيكو مدريد قرر التراجع إلى مناطقه ومحاولة ضرب الشياطين الحمر بالمرتدات، وهذا خطأ يكرره سيميوني دائماً، لأنك عندما تسمح للاعبين أصحاب الجودة العالية بامتلاك الكرة، فإنهم سيجدون الثغرة التي تقود إلى مرمى أوبلاك في النهاية، وهو ما فعله برونو فيرنانديز بلمسة واحدة وضع فيها البديل الشاب بانفراد صريح.
لو واصل أتلتيكو مدريد اللعب بنفس الطريقة والكيفية التي طبقها في الشوط الأول، لكانت فرصه أكبر بكثير أن يخرج منتصراً بهدفين أو أكثر، لأن مشاكل مانشستر يونايتد أكبر من أن يتم حلها ببعض التبديلات.
Connect with Us
تصنيفات
- آخر الأخبار
- الأحدث
- الدوري الألماني
- الدوري الاسباني
- الدوري الانجليزي
- الدوري الايطالي
- الدوري الفرنسي
- الدوري المصري
- الكرة العالمية
- الكرة العربية
- الكونفيدرالية
- بث مباشر
- تحليلات المبارايات
- دوري ابطال افريقيا
- دوري ابطال اوروبا
- رياضات أخرى
- كأس أمم افريقيا
- كأس العالم قطر 2022
- كوبا امريكا 2021
- مبارايات اليوم
- نتائج وملخصات
- يورو 2020